صور من الخبر

أخبار الشركة

في عالم المقاولات والإنشاءات، لا يخلو أي مشروع من التحديات. تختلف طبيعتها بين التأخير في التسليم، وارتفاع التكاليف، والمشاكل الفنية، والتغيرات المفاجئة في بيئة العمل أو اللوائح. لهذا السبب، لا يُنظر إلى إدارة المخاطر على أنها عملية إضافية أو نظرية، بل هي جزء أساسي من نجاح أي مشروع إنشائي. القدرة على توقع المشكلات قبل وقوعها، ووضع خطط للتعامل معها بمرونة واحترافية، هو ما يُميز الشركات القادرة على تسليم مشاريعها بنجاح مهما كانت الظروف. في هذا المقال، نسلط الضوء على مفهوم إدارة المخاطر، وأنواعها، وكيفية التعامل معها في بيئة البناء المعقدة.

التحليل، التقييم، والاستجابة: ثلاثية السيطرة على المخاطر

تبدأ إدارة المخاطر بمرحلة التحليل، وهي عملية تهدف إلى تحديد جميع أنواع التهديدات التي قد تواجه المشروع، سواء كانت فنية، مالية، تشغيلية، قانونية، أو بيئية. يتبع ذلك تقييم دقيق لكل خطر، من حيث درجة احتمالية حدوثه وتأثيره على سير العمل. بعض المخاطر قد تكون محدودة التأثير ويمكن تحملها، بينما هناك تهديدات قد توقف المشروع بالكامل إن لم تُدار بالشكل الصحيح.

بعد التقييم، تأتي مرحلة الاستجابة، وهي الأهم. هنا يجب وضع خطط بديلة أو إجراءات وقائية لتقليل التأثير، مثل التعاقد مع موردين احتياطيين، أو إدراج بنود مرنة في الجداول الزمنية، أو تخصيص ميزانيات طوارئ. كما أن تدريب فرق العمل على التعامل مع الحالات غير المتوقعة، ووضع قنوات تواصل فعّالة داخل المشروع، يسهم بشكل مباشر في تقليل آثار المخاطر عند حدوثها.

في النهاية، إدارة المخاطر ليست مجرد أوراق تُعدّ في بداية المشروع وتُنسى، بل هي ممارسة مستمرة تُراجع وتُحدث مع كل تطور في المشروع، لضمان تحقيق الأهداف بأقل خسائر ممكنة وبأعلى قدر من الاستقرار.